الاتجاه نحو تفعيل استخدام الكمبيوتر و التدريس الإلكتروني
00000000000000000000000000000000000000
ساهمت الثورة الهائلة في مجال التقنية في تزايد المعرفة واستخداماتها في شتى الميادين، في ظل عصر يمكن وصفه بأنه (عصر المعلومات والتدفق المعرفي) مما أدى إلى ظهور العديد من المستحدثات التكنولوجية المتضاعفة، حتى أضحى عصرنا الحالي أزهى العصور التي شهدتها البشرية على طريق الآلية والتقدم.
ولقد بدأت قصة تطوير التعليم تشهد قدرا من اهتمام الدول التي تنشد الارتقاء بأنظمتها التعليمية، فبدأت في الاعتماد على الاستراتيجيات الحديثة والمستحدثات التكنولوجية المبتكرة، التي تحاول التصدي للمشكلات التعليمية بهدف إيجاد حلول غير تقليدية لها.
وفى عصر المعلومات أصبحت مهمة التعليم هي تعليم الطالب كيف يتعلم ذاتيا، وكيف يداوم على عملية التعلم طيلة حياته، في محاولة لإيجاد أشكال متنوعة للتعلم الجماعي والفردي، كما تعددت –أيضا- مصادر المعرفة لتشمل المدرس، والكتاب، والمراجع، والبرامج التعليمية، وأقراص الليزر، والمناهج المبرمجة، وشبكات وبنوك المعلومات والإنترنت.
أولا التدريس بالكمبيوتر:
يعد الكمبيوتر أحد أهم المستحدثات التكنولوجية التي تتفق مع عدد من نظريات التعلم الحديثة؛ فهو يجعل لعمليتي التعليم والتعلم خصائص تختلف عن غيره من المستحدثات، حيث يمكن التلميذ من التعلم وفقا لمعدله الخاص، وهذا يتفق مع آراء "أوزوبل" “Ausubel”، وأيضا يزود المتعلم بالتعزيز الفوري للاستجابات السلوكية المرغوبة، وهذا يتفق مع آراء سكنر Skinner.
وهناك العديد من المستحدثات التكنولوجية التي بدأت تغزو المؤسسات التعليمية وتستخدم من أجل رفع كفاءتها، ومن أمثلتها ما يلي:
- أنظمة الاتصالات من بعد Telecommunication systems
- شبكات المعلومات Internet
- مؤتمرات الفيديو Video conference
- مؤتمرات الكمبيوتر Computer conference
- أنظمة البريد الإلكتروني Electronic Mail systems
- أنظمة الوسائط المتعددة Multimedia systems
- أنظمة شبكات الوسائط المتعددة Multimedia networking systems
إن الكمبيوتر يمثل قمة ما أنتجته التقنية الحديثة، فقد دخل الكمبيوتر شتى مناحي الحياة بدءاً من المنزل وانتهاء بالفضاء الخارجي. وأصبح يؤثر في حياة الناس بشكل مباشر أو غير مباشر. ولما يتمتع به من مميزات لا توجد في غيره من الوسائل التعليمية فقد اتسع استخدامه في العملية التعليمية.
وتعد التفاعلية من أهم مميزات استخدام الكمبيوتر؛ حيث يقوم الكمبيوتر بالاستجابة للحدث الصادر عن المتعلّم فيقرر الخطوة التالية بناءً على اختيار المتعلّم ودرجة تجاوبه. ومن خلال ذلك يمكن مراعاة الفروق الفردية للمتعلّمين. وفي مقابل هذه المميزات هناك سلبيات لاستخدام الكمبيوتر في التعليم من أهمها افتقاده للتمثيل (الضمني) للمعرفة.
فكما هو معلوم فإن وجود المتعلم أمام المعلم يجعله يتلقى عدة رسائل في اللحظة نفسها من خلال تعابير الوجه ولغة الجسم والوصف والإشارة واستخدام الإيماء وغيرها من طرق التفاهم والتخاطب (غير الصريحة) والتي لا يستطيع الكمبيوتر تمثيلها بالشكل الطبيعي.
لقد تغير دور المعلم تغيرا ملحوظا من العصر الذي كان يعتمد على الورقة والقلم كوسيلة للتعلم والتعليم إلى العصر الذي يعتمد على الكمبيوتر والانترنت وهذا التغير جاء انعكاسا لتطور الدراسات في مجال التربية وعلم النفس وعلم النفس التعليمي بخاصة وما تمخضت عنه من نتائج وتوصيات ، حيث كانت قديما تعتبر المعلم العنصر الأساسي في العملية التعليمية والمحور الرئيسي لها ، ولكنها الآن تعتبر الطالب المحور الأساسي ، وتبعا لذلك فقد تحول الاهتمام من المعلم الذي كان يستأثر بالعملية التعليمية إلى الطالب الذي تتمحور حوله العملية التعليمية وذلك عن طريق إشراكه في تحضير وشرح بعض أجزاء المادة الدراسية ، واستخدام الوسائل التعليمية والقيام بالتجارب المخبرية والميدانية بنفسه والقيام بالدراسات المستقلة وتقييم أدائه أيضا . هذا التغير لم يحدث بشكل مفاجئ ولكنه جاء بشكل متدرج ومر بعدة مراحل متداخلة نوجزها في النقاط التالية :
1- دور الملقن وحشو ذهن الطالب بالمعلومات .
2- دور الشارح للمعلومات.
3- دور المستخدم للوسائل التعليمية .
4- دور القائم بالتجارب المخبرية .
5- دور المشرف على الدراسات المستقلة .
6 - دور المخطط للعملية التعليمية .
ولقد أحدث دخول الكمبيوتر كمستحدث تكنولوجي فى مجال التعليم دويا هائلاً بين أوساط المربين والمعلمين والمسئولين ، ويعده البعض بمثابة ثورة على نظم التعليم التقليدي بكافة صوره وأساليبه القديمة .
وفى السنوات الأخيرة بدأ الكمبيوتر يأخذ مكانة مهمة فى التعليم بكافة مراحله ، ويعود ذلك بدرجة كبيرة لظهور أجيال جديد من الكمبيوتر؛ رخيصة الثمن، سهلة التداول، متعددة الوظائف والقدرات .
كما ساعد على نمو هذا الاتجاه التنبه إلى الامكانات الكبيرة التي يوفرها الكمبيوتر إمكانية استخدامه في مجالات متعددة في كافة أنواع المعرفة الإنسانية .
وتتعدد مجالات استخدام الكمبيوتر في التعليم على النحو التالي :
المجال الأول: تعلم عن الكمبيوتر: ويتضمن دراسة الكمبيوتر كمقرر دراسي ضمن المنهج الدراسي حيث أصبحت معرفة الكمبيوتر وطرق التحكم فيه واستخدامه من المهارات التي تتزايد أهميتها، ويمكن تصنيف مقررات الكمبيوتر إلي:
· مقررات لنشر استخدام المعرفة عن الكمبيوتر في مرحلة ما قبل الجامعة وتكون على هيئة برامج إعلامية.
· مقررات لنشر استخدام الكمبيوتر ويتضمن تشغيل الكمبيوتر والأجهزة المساندة له إعداد المبرمجين .
· مقررات المختصين فى علوم الكمبيوتر ونظم المعلومات ، وتشمل المقررات الأسس النظرية للكمبيوتر ، وترتيب البيانات ، وتعميم لغات البرمجة ، ونظم التشغيل ، وتكون تلك المقرارات فى مراحل الدراسة الجامعية وما فوقها .
المجال الثانى : تعلم من الكمبيوتر Learning from Computer :ويتضمن استخدام الكمبيوتر كمصدر لتصميم وإنتاج البرامج والمواد التعليمية " البرمجة "؛حيث يمكن الاستفادة من الكمبيوتر فى هذا المجال فى تصميم وإنتاج بعض البرامج التعليمية مثل أى مادة دراسية معينة أو إنتاج مواد تعليمية عالية الجودة مثل:
· إنتاج شفافيات وشرائح.
· إنتاج تسجيلات صوتية عالية الجودة.
· إنتاج صورة ثابتة ومتحركة .
المجال الثالث : تعلم مع الكمبيوتر Learning with computer:ويتضمن عدة أنماط منها:
التعليم المدار بالكمبيوترComputer Managed instruction
وفى هذا النمط يقوم الكمبيوتر بالعديد من المهام التي تساعد المعلم فى إدارة التعليم دون القيام الفعلي بالتدريس، ومن هذه المهام:
·تقديم المادة التعليمية.
·يتولى عملية التفاعل Interaction مع التلاميذ وفق احتياجات وطريقة وقدرات كل فى استقبال المعلومات.
·إدارة الاختبارات والتمارين التدريبية للتلاميذ.
·تقويم وتقدير درجات إجابة الاختبارات.
·تقديم التغذية المرتجعة الفورية.
·إدارة الاختبارات القبلية .
·إدارة وترتيب المواد والمصادر التعليمية.
·تجميع بيانات التلاميذ وحساب متوسطات الدراجات لكل تلميذ.
·تقدير مستوى التلميذ إن كان متفوقا أم يحتاج إلى مزيد من التعليم والاستيعاب.
وقد كان من المعتقد أن استخدام نظام ( C.M.I) سوف يوفر على المعلمين الكثير من الأعمال أو يتيح فرصة للتلميذ لممارسة التعليم المفرد ، إلا أن العديد من المعلمين رفضوا التنازل عن بعض أدوارهم التقليدية. ولذلك فإن معظم المعلمين يعتبر استخدام ( C.M.I) عملا زائد عن الحاجة. (عادل سرايا 1998: 35)
ب- الكمبيوتر كمعلم خاص Computer Tutorial :
ويعرف هذا النمط باسم " الكمبيوتر كنظام توجيه للمتعلم " وفيه يقدم الكمبيوتر المادة التعليمية للتلميذ على حده ، مع متابعة تقديمه في هذه المادة، ويقوم كذلك بتقديم التغذية المرتجعة الفورية للتلميذ عندما يخطئ في الإجابة عن سؤال .
جـ- التعليم بمعاونة الكمبيوتر Computer Assisted Instruction :
ويعتبر هذا النمط من أفضل التطبيقات التربوية للكمبيوتر فى مجال التعليم بصفة عامة / ومجال تدريس العلوم بصفة خاصة،حيث يقوم الكمبيوتر بتقديم المادة التعليمية ضمن استراتيجية تدريسية محددة ، والتعليم بمعاونة الكمبيوتر يساهم فى توفير التعليم الفعال من خلال قدرة الكمبيوتر على توفير التعليم المفرد وتقديم تغذية مرتجعة فورية ، كما أن هذا النمط يتيح للتلميذ فرصا عديدة من المحاولات لحل المشكلات وتصحيح الأخطاء ، مع زيادة على قدرته على التفكير بعمق فى الموضوعات الدراسية.
كما أن هذا النمط يمكن أن يجعل عملية التعليم أكثر فاعلية ؛ مما يجعل المتعلم أكثر نشاطا ، وهناك عدة طرق أو برامج تستخدم فى تحقيق التعليم بمساعدة الكمبيوتر منها:
1- التدريب والممارسةDrill & practice
2- الألعاب التعليمية Instructional Games
3- المحاكاة "تمثيل المواقف "Simulation
4-المنظم المتقدم Advance organizer
وقد لوحظ في الآونة الأخيرة زيادة البحوث والدراسات التي تناولت مجال الوسائط التي تقدم بالكمبيوتر، وقد أثبتت بعض الدراسات التجريبية أن استخدام الكمبيوتر يؤثر في تنمية مهارات التلاميذ ومستوياتهم في التحصيل.
فقد أشارهوفستيتر(1995 Hofstetter ) إلى أن الوسائط الكمبيوترية تستخدم بشكل غالب وفعال في تقديم وتدريس العلوم الطبيعية، كالفيزياء والكيمياء، كما أشارت إلى أن جهاز الكمبيوتر المزود بإمكانات الوسائط المتعددة قد زاد الطلب على شرائه من قبل مستخدمي الكمبيوتر ، كما يرى أن البرامج الكمبيوترية لها إمكانية في خدمة أغراض تعليمية وتربوية وترفيهية متنوعة، وكذلك فى خدمة الأغراض السياحية والعسكرية والسياسية، فمن الناحية التربوية، أوضح أنه يمكن استخدامه في تدريس مقررات: التربية الفنية، والأحياء، والفيزياء، والجغرافيا، والموسيقى، واللغات، وتعليم القراءة والكتابة، وغيرها من المقررات التعليمية الجديدة .
معالم استراتيجية تعليم الأدب ونصوصه باستخدام الكمبيوتر:
1-الهــدف: ضع أهدافا عامة لموضوع الوحدة والدروس.
2-التساؤلات: ضع مجموعة من التساؤلات المحددة لكل درس كأمثلة يمكن أن يبنى عليها التلميذ تساؤلاته.
3-المصــادر:أعرض مجموعة محددة من المصادر من كتب أو أفلام فيديو أو بالكمبيوتر يمكن أن يستعين بها التلميذ.
4-مسارات البحث:يستطيع التلميذ أن يجرى بحثه Search بأن يحدد كلمات مفتاحية Key Words وهذه الكلمات تحدد مسار بحثه. وهى أساس البحث في الواقع.
5-البحــث:يطلع التلميذ على محتويات أكثر من موقع بفضل الكلمات المفتاحية التي حددها بنفسه، وغالبا يصل إلي مجالات تفوق ما توقعه.
6-معاودة البحث:في حالة عدم العثور على إجابات للتساؤلات الأصلية فإن التلميذ سوف يختار كلمات جديدة أو يعدل فى الكلمات ويعاود البحث.
7-النتيجــة:يصل التلميذ إلي معارف تحل المشكلة التي بدأ البحث بها حيث:
- يأخذ نسخة أو أكثر مطبوعة.
- يطلع التلميذ باستفاضة على المعلومات التي حصل عليها ويقدمها في صورة تقرير اختباري مختصر Paper Writing
8-تساؤلات منبثقة:يقدم التلميذ مع التقرير بعض التساؤلات التى انبثقت عن البحث، وتحتاج إلي مزيد من البحث.
أكدت بعض الدراسات على فاعلية الكمبيوتر في تدريس اللغة بصفة عامة، وفى تنمية المهارات اللغوية، سواء مهارات الاستماع، أم التحدث ، أم القراءة، أم الكتابة.
فقد أثبتت دراسة "مندلسون" إلى فعالية الوسائط المتعددة الكمبيوترية في تنمية مهارات الاستماع.
وتشير دراسة "ون" إلى فاعلية البرنامج الكمبيوتري متعدد الوسائط في تحسين بعض مهارات فهم المسموع وهى "الإلمام بالفكرة العامة، والبحث عن معلومات محددة، واستنتاج معاني الكلمات من السياق، وتمييز الأصوات" وتضمن البرنامج اثني عشر درسا معززا بالصوت، والتغذية المرتدة، وقد أحرز التلاميذ تقدما ملموسا، واستخدموا تلميحات بصرية عديدة في عملية الفهم .
ويرتفع مستوى أداء الطلاب لمهارات فهم المسموع والاسترجاع مع استخدام الوسائط الكمبيوترية ، وكان ذلك أفضل عند استخدام الوسائط السمعية والفيديو مع الورقة والقلم ، وأن الوسائط تساعد الطلاب على فهم اللغة واكتسابها.
وتولى برند لي (1998 (Brindley اهتمام كبيرا بالتطبيقات المتاحة للتقنية الحديثة لاستخدام الكمبيوتري في تنمية مهارات الاستماع وقياسها
كما أوضحت دراسة شان وبلاست(1995 ( Chun & plasst أن الكمبيوتر له فاعلية في تنمية مهارات القراءة لدى مجموعات الدراسة الثلاثة، حيث يتم تقديم النصوص القرائية للمتعلمين على هيئة مواد مكتوبة مصحوبة ببعض الصور المتحركة، والثابتة، والرسوم الخطية التي تعبر عن النصوص المكتوبة، وقد أظهرت نتائج الدراسة أن المواد التي تم تقديمها من خلال الوسائط الكمبيوترية تعمل على تسهيل الفهم القرائي واكتساب معاني المفردات وفهم معناها.
وأثبتت دراسة لونج(1997 Long ) فاعلية الكمبيوتر في تنمية مهارات القراءة للمتخصصين وتعليم من لديهم صعوبات فيها، حيث أظهرت النتائج أن البرنامج المقدم من خلال الكمبيوتر كان له أثر فعال في إكساب الطلاب والمدرسين بعض مهارات القراءة ، وكتابة الموضوعات التعبيرية ، والهجاء، والتحرير، والوصف، واستمتع تلاميذ المستويات الدنيا بالرسومات والصوت المصاحب للبرنامج، وتعاملوا مع القصص المقدمة من خلال الكمبيوتر بشغف واهتمام، كما أن القصص والنصوص التي تم عرضها من خلال الكمبيوتر قد عملت على زيادة النمو القرائي بشكل عام .
كما أشارت دراسة هيراي (1999 Hirai) وجود أثر إيجابي لتقنية الوسائط الكمبيوترية المتعددة في تنمية مهارات القراءة أكثر من الاستماع لدى الطلاب اليابانين الذين يدرسون اللغة الإنجليزية كلغة ثانية.
ولم يقتصر دور الكمبيوتر في تنمية المهارات اللغوية لدى الأسوياء فقط، بل تعداه إلى تنمية مهارات الفهم القرائي لدى الصم من خلال استخدام لغة الإشارة المعتمدة على الكمبيوتر عند تقديمها، ويحتوى البرنامج على نصوص كتابية من الحياة اليومية معبرا عن التعليق الصوتي بالصور الثابتة، "وقصصات الصور Video clip" والاستعانة باللغة والإشارة البديلة، وقد أظهرت النتائج أن البرنامج المقترح كان فعالا في تنمية الفهم القرائي الذي يستخدم لغة الإشارة كمصدر مساند كما أثبتت دراسة cantud et al 1999.
دراسة خديجة حاجي (2009)بعنوان :فاعلية التدريس الإلكتروني في تنمية مهارات التفكير الإبداعي والتحصيل بمادة الأدب والنصوص لطالبات المرحلة الثانوية ، استهدف البحث الحالي الوقوف على فاعلية التدريس الإبداعي الالكتروني من خلال مقرر الأدب والنصوص للصف الثاني الثانوي في تنمية التفكير الإبداعي الأدبي، ومكوناته: الحساسية للمشكلات، والطلاقة الفكرية، والمرونة، والأصالة، وتنمية التحصيل الدراسي لدى الطالبات.
وافترض البحث عدم وجود فروق دالة إحصائياً عند مستوى 0,05 بين متوسطات كسب المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية في التفكير الإبداعي ككل، وفي كل قدرة من قدراته الأربعة على حدة (الحساسية للمشكلات، والطلاقة، والمرونة، والأصالة)، وعدم وجود فروق دالة إحصائياً عند مستوى 0,05 بين متوسطي كسب المجموعتين في التحصيل الدراسي لمادة الأدب.
وللتحقق من هذه الفروض الصفرية أعدت الباحثة برمجية (نصوص من أدب الأندلس) والموقع الإلكتروني التعليمي (إبداعات أندلسية)، حيث قدمت من خلالهما تسع عشرة مهارة من مهارات التفكير الإبداعي الأدبي، توصلت إليها من خلال استبانة أعدتها الباحثة، ثم دمجت هذه المهارات مع دروس الأدب الأندلسي بعد إعادة تحضير ها بطريقة التدريس الإبداعي الإلكتروني. كما اتبعت الباحثة خطوات المنهج التجريبي، فطبقتها على عينة عشوائية، عددها خمس وثمانون طالبة، ينتمين إلى فصلين من فصول الثانوية الثالثة بالمدينة المنورة، في الفصل الدراسي الثاني من العام 1428/1429هـ، وقُسمن إلى مجموعتين: تجريبية قوامها تسع وأربعون طالبة، درسن مهارات التفكير الإبداعي الأدبي ودروس الأدب الأندلسي من خلال البرمجية والموقع الإلكتروني مدة شهر، ومجموعة ضابطة مكونة من ست وثلاثين طالبة درسن مادة الأدب الأندلسي بالطريقة المعتادة، وأعدت الباحثة اختباراً في التحصيل الدراسي لمادة الأدب العربي (الأندلسي)، واختباراً آخر في التفكير الإبداعي الأدبي.
وبمعالجة البيانات المتحصل عليها إحصائياً (المتوسطات الحسابية، والانحرافات المعيارية، واختبار (ت) لدلالة الفروق بين عينتين مستقلتين) أظهرت النتائج وجود فروق دالة إحصائياً عند مستوى 0,05 بين المجموعتين التجريبية والضابطة في التفكير الإبداعي الأدبي ككل، وفي كل قدرة من قدراته على حدة (الحساسية للمشكلات، والطلاقة، والمرونة، والأصالة)، وفي التحصيل الدراسي لصالح المجموعة التجريبية، وأرجعت الباحثة هذا النمو الحادث لدى طالبات المجموعة التجريبية إلى فاعلية التدريس الإبداعي الالكتروني, وبناء على هذه النتيجة أوصى البحث بأهمية تفعيل هذا النوع من التدريس في المدارس مع وضع الضوابط الكفيلة بحسن توظيفه.
المصدر: الدكتور وجيه المرسي أبولبن
الثلاثاء 10 نوفمبر 2020, 23:34 من طرف 
اليومية
