طريقة الوحدات الدراسية:
لقد لاقت هذه الطريقة تطبيقا واسعا في مجال التربية والتعليم ومن قبل التربويين وذلك للدور الكبير الذي تلعبه في تعزيز المعلومات لدى التلاميذ بشكل تفصيلي ومركز. وذلك من خلال تقسيم المادة إلى وحدات ذات معنى قائم بذاته مع الاحتفاظ بانتمائها إلى المفردة الأساسية والوحدات الأخرى فيها من خلال عملية الربط ما بين هذه الوحدات.
ويعرفه (ملا) على أنها (تنظيم لمفردات المادة العلمية المعنية على شكل أقسام كبيرة ومترابطة وأن كل قسم منهل يمثل وحدة ذات كيان ومغزى وهدف قائم بذاته، مع صلة لكل وحدة بغيرها من الوحدات) (36).
وهناك طريقتان للتدريس بالوحدات هما:
ـ وحدات قائمة على المادة الدراسية
ـ وحدات قائمة على الخبرة
خطوات تحديد الوحدة:
يمكن إيجاز الخطوات المتبعة فيما يلي:
ـ تقسيم المنهج إلى وحدات كبيرة
ـ تحديد عنوان لكل وحدة حسب محورها
ـ تقديم الوحدة السابقة والوحدة اللاحقة
ـ خبرات التلاميذ إلي يمتلكونها تؤثر بشكل كبير على مستوى المعرفة لديهم وعلى إدراكهم للمشكلة
القيام بالنشطة المناسبة والتي تقود إلى تنمية مهارات وقدرات الطلبة
ـ تحديد الحقائق والملزمات التي يقومون بدراستها والتي سوف توصلهم إلى النتائج (37)
خطوات طريقة التدريس بالوحدات:
ـ جذب انتباه الطلبة وإثارة دوافعهم من خلال المناقشة الجماعية متأجل الوقوف ـ ـ على حاجاتهم وربطها بالوحدة الدراسية
ـ إن إعداد الخطة يعتمد على إشراك المعلم مع التلاميذ في وضعها، لذلك فإن أهدافها تكون مستمدة من ميول وحاجات التلاميذ
ـ للمدرسة الدور الأساسي في متابعة التنفيذ والإشراف وذلك من أجل تحقيق الأهداف المحددة من الوحدة
ـ تستخدم الاختبارات للتلاميذ والمناقشة معهم بهدف تقويم طريقة الوحدات والتوصل إلى مدى مطابقة نفذ وتم التوصل إليه مع ما خطط له
ـ الوحدات القادمة يتم التعامل معها من خلال ما تم التوصل إليه من نتائج ومدى مطابقتها لما هو محدد مما يدفع المختصين إلى تعميم ما تم التوصل إليه في دراسة الوحدات ثم تطبيقه على الوحدات القادمة(38)
مميزات طريقة الوحدات:
ـ إن تقسيم المنهج على شكل وحدات يسمح للمدرس بوضع خطة تفصيلية لكل وحدة وهدف محدد وأنشطة داعمة.
ـ وجود علاقة ترابط بين الوحدات بالشكل الذي من خلاله يمكّن المدرس والتلاميذ من بلوغ الأهداف المحددة
يساعد التلاميذ على اكتساب المعرفة والمهارات واتباع الأسلوب العلمي في التحليل والاستنتاج
ـ تعزز علاقة التلاميذ بالمدرس من خلال المشاركة والعمل الجماعي وتزرع الثقة في نفوس الطلبة مما يدفعهم إلى تلقي المعلومات بشكل ممتاز
ـ تزيد من مساهمة التلاميذ ومن استعدادهم في تحمل المسؤولية التي تتطلبها الوحدة (39)
عيـوب هذه الطريقة:
ـ إذا لم يستطع التلاميذ إدراك العلاقة ما بين الوحدات والتوصل إليه فإن ذلك سوف يؤثر س بشكل سلبي على تحقيق الأهداف
ـ تستغرق الكثير من الوقت من أجل بلوغ الأهداف العامة منها (40)
طريقة التعلم التعاوني:
من هذه الطريقة تدل من اسمها أنها لا تعني التعليم إنما هي (تعلم المتعلم)، يتعلم بشكل تعاوني اجتماعي داخل البيئة التعليمية أو داخل الصف الدراسي، ودور المعلم فيها دور القائد، دور الموجه، دور المنظم، دور المشرف على عملية التعلم(41)
يكون دور المتعلم فيها إيجابيا ويعتمد على توزيع الطلاب إلى تفون حول طاولة إما دائرية، أو مستطيلة أو مربعة المهم أن يتقابل الطلاب وجها لوجه في هذه المجموعة ويكون التقسيم غير عشوائي بل يكون منضبطا أي تكون هناك كل مجموعة متمازجة من حيث التفوق ينتقى الممتازون والمتفوقون ليوزعوا على رأس المجموعات أي يتواجدون مع المتوسطين والضعفاء لأنهم يتعاونون سويا لأن شعارهم (نتعلم سويا).
مبادئ وأسس يرتكز عليها التعلم التعاوني:
ـ الاعتماد الإيجابي المتبادل بين المتعلمين / بما أن كل متعلم داخل المجموعة مسؤول عن تعلمه وعزى لديه مسؤولية فردية عن تعلمه، ومسؤولية جماعية عن مجموعته، فهو عضو داخل هذه المجموعة يمسه ما يمسهم إذا تقدم تقدمت المجموعة وإذا تأخر تأخرت المجموعة، فهناك جوانب إيجابية تفاعلية بين المجموعة.
ـ المسؤولية الفردية والمسؤولية المزرية(المجموعات)
ـ التفاعل المعزز وجها لوجه يكون كما أسلفنا وجها لوجه (مجموعة) يتفاعل هذا ويستمتع من هذا ويدلي بدلو هذا ويتحدث هذا ويتحدث ذاك
ـ تعليم المتعلمين مهارات تعاونية، فالعمل داخل الجماعة هو عمل تعاوني، الجيد يفهم الضعيف. فأدوارهم متبادلة، أيضا المشاركة حين يطلب المعلم المشاركة لا تكون مشاركة فقط من شخص واحد. إنما تكون مشاركة مختلفة، يختار المعلم فردا من هذه المجموعة وآخر من المجموعة الأخرى. إذ ليست فقط للمتحدث الرسمي في المجموعة الذي يتحدث وليست للمقرر أو القائد بل هناك أدوار متبادلة والاستماع يكون متنوعا ليس محصورا بطالب دون آخر (42). ←
هناك تنظيمات لمجموعات:
التشكيل العشوائي: بأن يطلب المعلم من الطلاب أن يتوزعوا إلى مجموعات، كل مجموعة تتكون من خمسة، فكل تلميذ يتجه أينما يريد، فهذا نوع من التوزيع ولكنه نوع فيه سلبية كبيرة لأنه يؤدي بالطلاب إلى التجمع وفق معارفهم أو المتفوقين في المجموعة.
ـ التشكيل الحر: أن يكون في كل مجموعة خمسة طلاب
التشكيل المنظم: ليس تشكيلا عشوائيا ولا تشكيلا حرا بل هم تشكيا منظم (43)
خطـوات تتبع في التعليم التعاوني:
ـ تبدأ هذه الخطوات بالتمهيد حيث يمهد المعلم
ـ يحدد الأهداف
ـ يقسم المجموعات
ـ يقسم مهام العمل
ـ ثم تعرض المجموعات ما لديها
ـ ثم يقوم المعلم بالتعليق والتقويم (44)
مميزات طريقة التعلم التعاوني:
ـ أنها تحتاج إلى جهد كبير في أهدافها
ـ تحتاج إلى وقت كبير أيضا لتطبيقها
ـ لا تناسب الأعداد الكبيرة للطلاب
ـ لا تلائم جميع الموضوعات (45)
طريقة البيان العملي:
يقوم فيها المعلم بالأداء الفعلي لعملية أو عمل ما، حيث يعرض ما يجب القيام به وكيفية القيام به. وعادة ما يتوقع من المتعلم أن يكون قادرا على إعادة العملية أو العمل بعد قيام المعلم بالبيان العملي، ولهذا السبب فإن هذه الطريقة غالبا ما تستخدم مع طريقة أخرى مثل المحاضرة أو التمرين العملي (46).
مزايا طريقة البيان:
يتعلم المتعلم بسرعة ويكون التعلم أكثر دواما في حالة استخدامها وذلك للأسباب التالية:
ـ تجسد طريقة البيان العملي الشرح وذلك بإعطاء معنى للكلمات
ـ توضيح الرؤية مع توضيح العلاقات بين خطوات الإجراء وتحقيقا للأهداف
ـ تستخدم عددا من الحواس مثل المشاهدة والاستماع ولمس الأجهزة (47)
عيوب طريقة البيان العملي:
ـ يجب أن يوضح البيان العملي الشرح للمتعلم كيفية الأداء النموذجي
ـ يجب أن يكون الإجراء سليما من الناحية الفنية يجب على المعلم أن يتأكد من أن الأجهزة تعمل بشكل سليم
ـ يجب قاعة البيان العملي، بحيث يمكن لجميع المتعلمين مشاهدة كل مراحله بوضوح، الأمر الذي يتطلب ترتيبات خاصة للقاعة وكذلك ممكن شر شراء نماذج أو صنعها الأمر الذي يترتب عليه استثمار أكثر تكلفة من حيث الوقت والمال والمواد الأخرى (47)
على المعلم في اختياره لهذه الطريقة أن يتأكد من مجموعة نقاط أهمها:
ـ هل تصلح طريقة البيان العملي لتدريس هذا الجزء من المادة الدراسية؟ وهل هي أفضل طريقة لتحقيق ذلك؟
- هل تتوفر في المدرسة الأدوات والأجهزة اللازمة للبيان العملي؟ وهل تعمل تلك الأجهزة بصورة مرضية؟
ـ هل يتسع المكان للمتعلمين بحيث يستطيع كل منهم مشاهدة البيان العملي بوضوح؟
- هل يتسع الوقت للبيان العملي بسرعة مناسبة تتيح الفرصة للمتعلمين لمتابعة وفهم كل خطوة؟
ـ هل من الممكن إعداد بعض مراحل العمل قبل البدء في البيان العملي مما يوفر الوقت ويسمح بتسلسل خطوات العمل؟
الطريقة القياسية: يقوم فيها المعلم بالانتقال من العام إلى الخاص ومن القاعدة إلى الأمثلة ومن الكليات إلى الجزئيات وهي تسير بعكس الطريقة الاستقرائية تماما.
حيث يقوم المعلم بعرض القاعدة ثم يقوم بطرح الأمثلة التي توضح القاعدة وتثبتها في أذهان الطلاب، أي البدء بالصعب (القاعدة) والتدرج إلى السهل (الأمثلة التوضيحية) (48)
مزايا هذه الطريقة:
ـ سهولة استخدامها فهي لا تحتاج إلى مجهود عقلي كبير
ـ لا تحتاج إلى وقت طويل
عيوب هذه الطريقة:
ـ تبدأ من الصعب إلى السهل مخالفة بذلك قوانين التعلم التي تنادي بالتدرج من السهل إلى الصعب
ـ غير مناسبة لتعليم طلاب المرحلة الابتدائية لقصور التفكير عند الطلاب
ـ مشاركة الطلاب من خلال هذه الطريقة سلبية
ـ سرعة نسيان القاعدة لأن الطلاب لم يبذلوا جهدا في استنباطها (49)
ـ طريقة الخرائط المعرفية:
هي أسلوب يعلم المتعلمين مهارات التحليل والقدرة على إيجاد العلاقات
وكذلك تحديد الأولويات والتخطيط لأفكارهم بطريقة علمية. (50)
وتستخدم الخرائط المعرفية في كثير من المواقف التعليمية وفي عديد من المواد الدراسية، فمثلا إذا كان الموضوع يدور حول حقوق الطفل ... فيدور الحوار على الجوانب التي يتناولها على النحو التالي:
الحق في المشارك الحق في البقاء
حقوق الطفل←الحق في الحماية الحق في النمو
الجوانب التي يمكن استنباطها ومعالجتها عند تناول موضوع حقوق الطفل وتتشعب من كل حق من هذه الحقوق أفكار، ترتبط بهذا الحق كالتالي:
تغذية
البدني ←← رياضة
صحة
الحق في النمو تعليم
العقلي ← تغذية
علاقات
وتتعلق قدرة المتعلمين على استخدام خرائط المعرفة بشكل تدريجي، وتنمو هذه القدرة بملاحظة المعلم، وهو يستخدمها في مواقع مختلفة، وبـهداف مختلفة وعلى المعلم إشراك المتعلمين في تكوين الخريطة، وملاحظة مكوناتها.
وتزداد خرائط المعرفة تقدما وتعقيدا وتنوعا لتحقيق أهداف مختلفة، وتساعد على مزيد من الفهم، وتنمية التفكير المنطقي الواعي، وبالتالي تنمية التفكير الإبداعي والابتكاري والقدرة على حل المشكلات (51)
طريقة التعليم المبرمج:
ـ وهو طريقة من التعليم الفردي تمكن الفرد من أن يعلم نفسه بنفسه بوساطة برنامج أعدّ بأسلوب خاص تحل فيه المادة المبرمجة محل المعلم (52)
مزايا البرمجة:
ـ أن يعتمد المتعلم على نفسه اعتمادا كليا في عملية التعلم
ـ كل دارس يتقدم في الدراسة وفقا لمستواه وقدراته
ـ لا ينتقل الدارس من المستور إلى الذي يليه إلا بعد أن يتقن المستوى الأول.
ـ يكون الدارس دائما في نشاط مستمر
ـ تصاغ الفقرات بطريقة تسمح للدارس بالتركيز على النقاط الجوهرية مما يسهل عملية تعلم المادة
ـ يتضح أن التعليم المبرمج يمثل طريقة من طرق التعلم الذاتي، إذ يقوم المتعلم بالعبء الكامل في عملية تعلم المادة التي تقدم له. إلا أن هناك أمرا لا يمكن إغفاله وهو أن الخبراء يقومون بجهد كبير في برمجة المادة ثم يقوم المتعلم بدراستها، ومعنى ذلك أ، جهد المتعلم ينحصر فقط في عملية دراسة المادة وتعلمها، بينما هناك طرق أخرى يقوم فيها المتعلم بالبحث عن المادة وما تتضمنه من معلومات ومفاهيم (53)
طريقة المشروع:
ـ عرّف (كيلب ارتريك) المشروع على أنه وحدة من النشاط يمارس فيها الطلاب أعمالا شتى، كما يمارسها الكبار في الحياة العامة العادية، ويقصدون من ورائها غاية محددة ومشوقة (54)
حيث تقوم طريقة المشروع على اقتراح مشروع لحل مشكلة أو لخدمة غرض ويتعلم الطالب خلال تجربته في أداء المشرعات كثيرا من الخبرات التي تنفعه في حياته الحاضرة أو المستقبلية، وتساعده في تحقيق مشروعات أخرى مستقبلية.
ومن أمثلة هذه المشاريع:
ـ إنشاء مجسم جمالي داخل المدرسة، أو في حي من الأحياء
ـ تخطيط وتنسيق حديقة المدرسة
ـ تنظيم مواقف خاصة بسيارات المدرسة
ـ تجهيز صالة خاصة لممارسة الأنشطة غير الصفية
ـ إنشاء مكتبة خاصة للمدرسة أو للحي
الشروط الواجب توفرها لإنجاح المشرع:
ـ إتاحة الفرصة للطلاب لاختيار المشروع الذي يناسبهم
ـ مناقشة الطلاب في المشروع الذي تم اختياره
ـ ‘طاء الطلاب الحرية في التعبير عن أفكارهم وخبراتهم
ـ توزيع الأدوار الخاصة بالمشروع على الطلاب، مراعيا في ذلك الفروق الفردية بينهم (55)
خطوات تنفيذ طريقة المشروع:
ـ تحديد المشروع من قبل الطلاب، ويتم مناقشته مع المعلم للتعرف على مدى صلاحية هذا المشروع
ـ التخطيط للمشروع: بمشاركة بين المعلم وطلابه يتم تحديد أهداف هذا المشروع وخطوات السير فيه، والصعوبات التي يتوقع حدوثها وطرق علاجها ز
ـ التنفيذ: في هذه المرحلة يقوم الطلاب بتنفيذ المشروع، كل حسب الدور المناط به بمتابعة وتوجيه من المعلم.
ـ التقويم: هذه الخطوة تكون لكتابة التقارير ودراسة الخطاء التي ارتكبت والأهداف التي تحققت والمعلومات التي اكتسبت (56)
مزايا هذه الطريقة:
ـ تساعد هذه الطريقة على تدريب الطلاب على إعمال الفكر والعمل المبتكر
ـ تساعد على مواجهة أعباء الحياة ومشكلاتها وتحمل المسؤولية
ـ تعمل على غرس روح التعاون والعمل الجماعي بين الطلاب
ـ يتلقى الطالب من خلال هذه الطريقة المعلومات عمليا لا نظريا
ـ الطالب يكون هنا محور العملية التعليمية. (57)
عيوب هذه الطريقة:
ـ تحتاج إلى مجهود عال ومال كثير
ـ تحتاج إلى وقت طويل
ـ بعض المشاريع تحتاج إلى خبراء مؤهلين وتحتاج إلى تدريب عال
ـ ربما يعمد الطلاب لاختيار مشاريع لا تتفق مع أهداف المقررات الدراسية (58)
خصائص طرائق التدريس:
إن الكلام عن فنيات التدريس يعني تداخل عدة أمور تشمل الجانب النفسي والوظيفي والمادي واللساني، كما أن هناك أمورا يجب أن يعلمها المدرس وهي مرتبطة بمجال الخدمة التي يقدمها في ميدانه وهي:
ـ الإلمام الجيد بطرائق التدريس
ـ خلال المواد في أوقات كافية خلال التوزيع السنوي
ـ حمل التلميذ على العمل الفردي واستغلال جهوده الخاصة في ترتيب دروسه وأوقاته،
ـ مجاراة المعلم لأهمّ الدراسات العلمية والديالكتيكية في مجال اختصاصه وتمثلها لها (59)
ومن هنا نرى أنّ فنيات التدريس تعتمد في الدرجة الأولى علم المعلم المؤهل تربويا وعلميا والحامل للمواصفات التربوية والنفسية والاجتماعية والفعلية والخبرة التي تقرر صلاحيته أن يكون مربيا ، إضافة إلى استعداده لممارسة التعليم وحبه له ، لأن التدريس علم له أصوله وقواعده لأن التدريس علم له أصوله وقواعده كما أن الوعي بفلسفة التربية وقيمتها العالية ضرورة قصوى تتطلبها قيم العلم العصري والمؤهل لأن المعلم المؤهل علميا يكفيه حد أدنى أن يكون ناجحا في أدائه التربوي متمثلا في إدراك أهداف التعليم وفهم نفسية التلاميذ والطلبة وخلفياتهم الاجتماعية ، فضلا عن جودة تنظيم المعرفة وتوصيلها الفعال(60).
وعلى هذا المعلم أن يتلقى التربيات لضمان مواكبته للتطور الذي يطرأ على المنهج وطرائق التدريس ومعارف التربية وفنونها المستحدثة الناجمة عن التطور الاجتماعي والتقني، إضافة إلى التدريبات التي يجب أن يتلقاها باستمرار، فالتدريب عملية تنمية مستمرة لمفاهيم المعلم ومطاراته الأدائية وتنمية لمعلوماته وقدراته في إطار محتوى تربوي فكري معين وأن تقدم له الخدمات الاستشارية وتوضع أمامه الدراسات التربوية والمشاريع المتصلة بالتنمية الاجتماعية (61)
إضافة إلى كل هذه العموميات التي يقترحها خبراء التربية ورجال علم النفس كان يجب على المعلم أن يوجد العلاقة المتينة بينه وبين تلاميذه بحيث تكون العلاقة في وضع دائم تشكل الخيط الرابط بين المرسل والمستقبل لذا كان من الضروري أن تتوفر في هذه العلاقة أنماط الاتصال المحدد لتفعيل عملية التعليم
، فكان الأحرى أن يحصل الانسجام بين طرفي هذه العملية في النشاطات واستجلاب الدوافع التالية
62)
ـ الدافع والمثير: ويلعب دورا هاما في تشويق التلاميذ عن طريق وسائل متعددة ويمكن أن نذكر منه:
ـ تكليف التلميذ بعمل في البيت
ـ الخروج مع التلاميذ في زيارات ميدانية
ـ لفت اهتمامهم إلى بعض الحصص المتلفزة أو الصحف والمجلات التي تتناول الموضوع المراد تدريسه
ـ التنويه بما يقوم به التلميذ أثناء الدرس أمام زملائه تأكيدا على المثابرة والجدية
ـ تقرب المعلم من التلاميذ وإشعارهم بالثقة الموضوعة فيهم ومكافأتهم من حين لآخر
ـ إشعارهم بالثقة والنجاح وهو باب يفتح المجال أمام المناقشة التي تؤدي إلى العمل بصرامة من أجل التفوق.
ـإعطاؤهم الحرية: تعتبر من أوثق الصلات بمادة التعبير حيث يترك للطالب التعبير بصراحة عما يجول في نفسه ولا يتدخل إلا في حالة الخطأ الفادح الذي يستدعي التصحيح.
مراعاة الفروق الفردية: فالتلاميذ ليسوا على درجة واحدة في التفكير والذكاء وكان لابد أن ينال كل واحد نصيبه من الاحترام والتعلم بدءا من الأذكياء الذين يجب أن يستفيدوا من منهج خاص ثم المتوسطين الذين تعطى لهم الفرصة للالتحاق بالنجباء إلى جانب الضعفاء الذين يعتمد لهم منهج خاص منهج قائم على التكرار والتمعن والتبسيط.
اعتماد التفكير العلمي والاستقرار والقياس والاستنباط:
هذا لبّ وأساس حضارة اليوم لذا يجب تعليم أولادنا طريقة التفكير والتحليل تتيح لهم فرصة الرقي وخدمة الإنسان عن طريق السير في ركب الحضارة العالمية(63)
أمام التطور العلمي الذي يشهده علم التدريس خاصة علم تدريس اللغات فإنه بات من الضروري توجيه الانتقاد وتشخيص العيوب لتلك المناهج والطرائق التي يعمل بها في مدارسنا ومؤسساتنا التربوية إلى الآن فكان حريا إجراء تعديلات نوعية على مستوى البحث التربوي حيث يجب أن تكون هناك مسايرة نوعية في مجال البحوث في اللسانيات التطبيقية وفي منهجية تعليم اللغات وهذا يستدعي الرجوع إلى:
ـ توظيف الكلام الشفاهي والكلام الحي من اللغة تناساها المربون وصاروا لا يلتقون بها إلا في النصوص الأدبية
ـ وضع المتعلم في الحمام اللغوي لاكتساب الملكة اللغوية (الانغماس اللغوي)
الاهتمام بالمتكلم وحال الخطاب
ـ الاهتمام باحتياجات المتعلم والانتباه إلى ملكة المتعلم والانتباه إلى ملكة التبليغ وأهميتها.
وعليه ويمكن أن نخلص إلى النتيجة التالية التي هي معيار عام للطرائق التدريسية التي تنتج أو تساهم في إنتاج الصورة التعليمية الناجحة لأن الأساس هو الرجل المراد تكوينه بناء على منظومة تربوية متكاملة على منهجية تتطلب توفر ظروف ملائمة يكون للزمن فيها روح الإبداع والخلق والتوجيه لأن الزمن من هذه الناحية كفيل بمساعدة التحصيل دون إهدار الفرصة ز كما أن المنظومة التربوية بشكل عام يجب أن تضع في الحسبان السرعة التي اتسمت بها رؤية الدول النشطة والفائقة أين تمكنت من تجاوز العقبات على تنوعها وصعوبتها وهنا أضرب المثل بأمريكا واليابان هاتان الدولتان اللتان حققتا قفزة يعتد بها .
----------------------------------
الهوامش:
1 ـ ردينة عثمان الأحمد، حدام عثمان يوسف: طرائق التدريس، أسلوب، وسيلة، دار المناهج، عمان، الطبعة الثانية 2003 ص 53
2 ـ حمدان محمد زياد: ترشيد التدريس، دار التربية الحدثية عمان الأردن 1985 ص 25
3ـ زيتون عايش محمود، دار الشروق للنشر والتوزيع عمان الأردن ط2 ، 1996 ص 123
4 ـ محمد منير مرسي: اسس التدريس ونظرياته، جامعة قطر عدد 5 ص 12
5 ـ محمد الصالح حثروبي: نموذج التدريس الهادف ' أسسه وتطبيقاته' دار الهدى، عين مليلة الجزائر ص 14
6 ـ زريق معروف: كيف تلقي درسا، منشورات دار اليقظة العربية بيروت ط4 1969ص 17
7 ـ ولد دالي محمد: لسانيات تطبيقية، طرائق تعليم اللغات، المركز الجامعي يحي فارس، المدية، الجزائر 2002 ص 19
8 ـ عبد المنعم سيد عبد العال: طرق تدريس اللغة العربية، كلية التربية / جامعة الرياض دار غريب للمطالعة ص 24
9 ـ ردينة عثمان: م، س / ص 54
10: م، ن ص 58، 59
11ـ م، ن ص56
12 ـ م، ن ص ن
13 ـ طه حسين الدليمي / سعاد عبد الكريم عباس الوائلي: اللغة العربية مناهجها وطرق تدريسها، دار الشروق والتوزيع، عمان ط 1 سنة 2003 ص 85
14 ـ عبد العليم إبراهيم: الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية / دار المعارف أ القاهرة ط 5، 1981 ص "32
15 ـ طه حسين الدليم، م، سابق ص 89
16 ـ المرجع نفسه ص 90
17ـ المرجع نفسه ص90
18ـ م، ن ص ن
19 ـ عبد الله بن عبد العزيز المعلي: مدير عام التعليم بمنطقة الرياض، ص 53
20ـ م، ن ص، ن
21ـ كمال عبد الحميد زيتون: التدريس نماذجه ومهاراته، عالم الكتب نشر، توزيع، طباعة، 2 2005 ص 314
22ـ المرجع نفسه ص 315
23 ـ عبد الله بن عبد العزيز المعلي /، س ص 54
24ـ ردينة عثمان الأحمد، حدام عثمان يوسف: طرائق التدريس م، س / ص 67
25- المرجع نفسه ص 69
26- م، ن / ص 74
27 ـ المرجع نفسه ض 75ت 76
28 ـ محمد صالح وآخرون: كيف نعلم أطفالنا في المدرسة الابتدائية، دار الشعب، بيروت طى 4 ص 27
29ـ م، ، ، ص 31 ، 32
30 ـ عبد اله بن عبد العزيز المعلي ، م ، س ،
31ـ كوثر كوجك: اتجاهات حديثة في مناهج وطرق التدريس، عالم الكتب القاهرة ط 2 ، 2003 ص 301
32ـ م ، ، ، ص302
33 ـ ردينة عثمان م ، ن ص 93 ـ 94
34ـ ردينة عثماني الأحمد ـ حذام عثمان يوسف: م ، س ، ص 95
35ـ م ، ن ، ص 95ـ 96
36 ـ م، ن ، ص 98
37ـ م، ن ص 99
38ـ م، ن ، ص ن
39 ـ م ، ، ، ص 99ـ 100
40 ـ زيد الهويدي: مهارات التدريس الفعال، دار الكتاب الجامعي، العين 2002 ص 225
41ـ م، ، ، ص 100
42ـ زيد الهويدي: م ، سابق ص 225
43ـ م ، ن ، ص 226 ـ 227
44 ـ كمال عبد الحميد زيتزن: م ن س / ص 334
45ـ م ، ، ص 336
46 ـ ص 337
47 ـ ردينة عثمات الأحمد ـ حذام عثمان يوسف: م ، س ، ص 323
48 ـ م ، ن ، ص 324ـ 325
49 ـ م، ن ، ص 62
50ـ زيد الهويدي: مهارات التدريس: / ، س ، ص 228
51ـ م، ن ، ص 229
52 ـ عبد اللطيف بن حسين بن فرج: طرق التدريس في القرن الواحد والعشرين، دار المسيرة للنشر والتوزيع عمان، ط 2 ،2009، ص 168
53ـ م، ن ، ص 169
54ـ حسن حسين زيتون: مهارات التدريس م ، س / ص 565
55ـ المرجع نفسه ص 566
56ـ م ، ن ، ص 567
57 ـ م، ن ، ص 568
58 ـ م ، ن ، ص 568
59ـ صالح بلعيد: دروس في اللسانيات التطبيقية، دار هوما للطباعة والتوزيع، بوزريعة ـ الجزائر ـ ط 2003 ص 71
60 ـ م ، ن ، ص 72
61 ـ م ، ن ، ص 72
62 ـ م ، ن ، ص 73
63 ـ م، ن ، ص 73
64 ـ م ، ن ، ص 74