أنا أغنى من في الحظيرة
ــــــــــــــــــــــــــــ
أملك خمسة عشر دينارا
ثروتي ، مالي ، جاهي ، سلطاني ، عزوتي
خمسة عشر دينارا من قطعتين نقديتين ، الأولى من فئة عشرة دنانير خفيفة الوزن ؛ رمادية اللون ؛ مستديرة الحافة ، و الثانية من فئة خمسة دنانير صغيرة الحجم ؛ لامعة المنظر ؛ لا تشوبها شائبة .
ثروتي ، مالي ، جاهي ، سلطاني ، عزوتي
ورثتها عن أمي التي فارقت الحياة بعد أشهر من بيعها لثلاث بيضات جمعتها على مسيرة ثلاثة أيام ، بعد عراك طويل مع والدة البيضات الثلاث ، ليس لأن أمي تريد حرمانها منها و لكن لسبب آخر تجسد في كون الوالدة لم تكن راضية عن مجيء البيضات الثلاث لدنيا انقلبت فيها الموازين ؛ فاعتلى الديك عرش الدجاجة متباهيا أمام القاسي و الداني بولادته لهن ؛ و بأنه على أهبة الاستعداد لحضانتهن .
ثروتي ، مالي ، جاهي ، سلطاني ، عزوتي
أما والدة الثلاث فهي بدورها تطمح لاعتلاء عرش غريمها و لو لحين ؛ فهي تدرك تماما مقولة :
عيش يوم فروج و لا عيش عام دجاجة
ثروتي ، مالي ، جاهي ، سلطاني ، عزوتي
أودعت ثروتي كما هو متعارف عليه لدى أحد البنوك التي تعج بها سدريتي ، و أغلقت بابه بخرقة حكتها بيدي ؛ فلا أطلب لها الفناء تحت أي ظرف .
ثروتي ، مالي ، جاهي ، سلطاني ، عزوتي
كنت كعادتي دائم التردد على الحظيرة أبتغي كلمة أشد بها أزري في دنيا رفست برجلها أمثالي ، و لا ذنب لي سوى أنني ورثت عن أمي كنوز الدنيا بأسرها ( البيضات الثلاث ) .
ثروتي ، مالي ، جاهي ، سلطاني ، عزوتي
ثروتي أسالت لعاب كل متربص جشع ؛ لاك بفمه كل فتات الحظيرة و لم يبق له سوى أن مد يده القذرة إلى سدريتي و دون أي شيء يقال عنه أنه من الحياء . أمام عيني ممزقا الخيوط الذهبية التي هي ذهبية في نفسي ؛ للدور الجسيم الذي لعبته للحفاظ على :
ثروتي ، مالي ، جاهي ، سلطاني ، عزوتي
المهم أن اليد امتدت و مزقت الخرقة التي كانت تحوي بداخلها كل ما لدي من ورث جاءني بعد أن فقدت أغلى ما يكون للمرء في دنيا مثيلة بدنيا الحظيرة أو بغيرها .
ثروتي ، مالي ، جاهي ، سلطاني ، عزوتي
يد لجينية اللون ، انسيابية الشكل ، نحيفة الأنامل ، عصامية الطبع ، جشعة الكف ، ثعبانية اللمس ، أفاعية السم .
ثروتي ، مالي ، جاهي ، سلطاني ، عزوتي
أكرهت على الانحناء لتقبيلها ؛ لكنني لم أفعل احتراما لوالدة الثلاث .